♥•○ الصَّـــدَاقَـــــة ○•♥

]الصداقةُ هي علاقةٌ اجتماعيةٌ بين شخصين أو أكثر ، على أساس المَودَّةِ
والتعاون . وتبرز أكثر مِن خِلال تأثير كُلِّ طرفٍ على مشاعر ومُعتقداتِ
وسُلوكِ الطرفِ الآخَر .






الصداقةُ : عِلاقةٌ اجتماعيةٌ وثيقةٌ تقوم على الحُبِّ والجاذبيةِ المُتبادَلَةِ ،
وتحتاجُ لضَابِطٍ يَجعلُها عظيمةً وشريفةً وفضيلةً (( وأنْ يحبَّ المرءَ لا
يحبُّه إلَّا للهِ )) مُتفقٌ عليه .




الصداقةُ : اهتم الإسلامُ بها تمامًا ، ووَجَّهَ إلى أنْ تقومَ على رابطِ الصَّلاحِ
والتَّقوَى (( مثلُ الجليسِ الصَّالحِ والجليسِ السُّوءِ ، كحاملِ المِسكِ ونافخِ
الكيرِ ... )) الحديث .. رواه مُسلِم .




أساسُ الصداقةِ في الإسلامِ الحُبُّ في الله ، فتَعظُمُ الصداقةُ بين الناسِ بِهِ ,
والحُبُّ في اللهِ هو أن تكونَ المَحبةُ خالِصةً لله , فيكون خالٍ مِن أيِّ غَرضٍ
دُنيويٍّ .



مِن الصداقةِ : المَيْلُ إلى المُشاركةِ في نشاطاتٍ واهتماماتٍ مُتنوعةٍ ؛
لاتفاقهما فيها ، مُقارنةً بالعِلاقةِ السطحيةِ المُتمركزةِ في أغلبِ الأحوالِ
حَولَ نشاطٍ واحِد .



مِن الصداقةِ : قُدرةُ كُلِّ طرفٍ فيها على استثارةِ انفعالاتٍ قويةٍ في الطرفِ
الآخَر ، إذْ تُعَدُّ الصداقةُ مَصدرًا لِكَثيرٍ مِن المشاعر الايجابيةِ والسلبيةِ
المُتبادَلَة .



تُعتَبَرُ الصداقةُ مُهمةً في حياتِنا ؛ إذْ نَحتاجُها إلى مَن يُبادِلُنا المشاعِرَ
والأحاسيسَ ، وقد تكونُ سلبًا أو إيجابًا ، فنُصحٌ وإرشادٌ إلى الصواب ،
أو غِوايةٌ وإفساد .



أهمُّ عامِلٍ أساسيٍّ في الصداقةِ هو الصدقُ فيها ؛ لأنَّ الصداقةَ مِن دُونِ
صِدقٍ لا قيمةَ لها ، ستكونُ مَصالِحَ مُؤقتة ، ومِن ثَمَّ تنقطِع بانقطاع
المَصالِح ، وتنهار .



الصداقةُ لها حَدٌّ وَسَط ، وطُغيانُ أحدِ الطَّرفين على الآخَر أنانيةٌ وانحراف ،
كتَسَلُّطٍ أو استغلالٍ أو تهديدٍ أو ابتزاز ، وعادةً ما تنتهي بالعَداوةِ والتَّفرُّق
بعد صداقة .



مِن الصداقة : صداقةُ المَنفعةِ ، وهِيَ صداقةٌ عَرَضِيَّةٌ ، تَنقطِعُ بانقطاعِ
الفائِدة التي مِن أجلها قامت عليها . فلا تبقى بعد انقطاع الفائِدة .



ومِن الصداقةِ : صداقةُ الَّلذَّةِ ، فتنعقِدُ وتَنحلُّ بسهولةٍ بعد إشباع الَّلذَّةِ ،
أو تَغَيُّرِ طبيعتِها ، وغالبًا هذه في جُلَسَاءِ السُّوءِ على المُنكراتِ والشَّهَوات .



مِن أعظمِ الصداقةِ : صداقةُ الفضيلةِ ، وهِيَ تَقومُ على أساسِ الفضيلة ،
وهِيَ الأكثرُ بَقاءً ونَقاءً . ويُعَبَّرُ عنها في الإسلامِ بالصداقةِ القائمةِ على
الحُبِّ في الله .



الصداقةُ إنْ ارتبطت بغَرضٍ دُنيويٍّ ، فقد انتهت عنده وانهارت ؛ لِضَعفِ
أساسِها . وهِيَ مُهَدَّدةٌ بالسقوطِ ، وغالبًا تكونُ صداقةً غيرَ مَحمودة ،
انطوت على مَصالِح مُتبادَلَةٍ سيئة .



الصداقةُ : لها مَفهومُها الصادِق ، وإنْ انحرفت للشهوانيةِ ، أو العدوانيةِ ،
[size=16]أو الاستبداديةِ ، أو الاستغلاليةِ ، أو السيئةِ ، لم تكن صادقةً صالِحةً للبقاء .




الصداقةُ : تحتاجُ الدَّوامَ النِّسبِيَّ ، والاستقرارَ ، والتَّقَارُبَ العُمُريَّ ، وتوافُرَ
قَدرٍ مِنَ التَّمَاثُلِ في سِماتِ الشخصيةِ ، والقُدُراتِ ، والاهتماماتِ ، والظروفِ
الاجتماعيةِ .



الصداقةُ : في الحديث (( الأرواحُ جُنودٌ مُجَنَّدَةٌ ، فما تعارفَ منها ائتَلف ،
وما تناكر منها اختلَف )) صحيحُ الجامع ، بَيَّنَ أنَّها مُرتبطةٌ بتقارُبِ
الأرواحِ أو تنافُرها ، لتتكوَّنَ الصداقة .



الصداقةُ : في الحديث : (( إذا أحبَّ أحدُكم أخاهُ ، فليُعلمْهُ أنَّهُ يحبُّهُ ))
السلسلة الصحيحة ، ولا شَكَّ أنَّ الألفاظَ والأفعالَ تُصَدِّقُ ذلك أو تُكَذِّبُه .
والحُبُّ في اللهِ هو الأنقى والأتقى .



الصداقةُ : في الحديث : (( ما توادَّ اثنانِ في اللهِ ، فيُفَرَّقُ بينهما إلَّا بذنْبٍ
يُحْدِثُهُ أحدُهما )) صحيح الجامع ؛ أيْ أنَّ المَعصيةَ تُفسِدُ المَحَبَّة الصادِقةَ ،
فلا يَبقيان مَعًا .



الصداقةُ كَنْزٌ دائِمٌ ، وهِيَ كالمِرآةِ ، بدُونِها لن تستطيعَ أن تَرَى نَفْسَكَ ،
وستظلُّ تائِهًا ، فالصديقُ الحَقُّ يَرعَى مَصالِحَكَ ، ويَحفظُ سِرَّكَ ،
ويُسرِعُ لِنَجدتِكَ ، ويُخلِصُ لَكَ النصيحةَ .



في الصداقةِ : ليس كُلُّ إنسانٍ تستطيعُ أنْ تأتمِنَهُ على أسراركَ ، وتُطلِعه
على خَبَايَا نَفْسِكَ . والنَّدَمُ لا يَنفعُ بَعدَه ، فاحذَر ، فمِنَ النَّادِرِ أنْ تَجِدَ
أحدًا بَلَغَ مُنتهَى الصداقة .



الصداقةُ : عالَمٌ بِلا حُدود ، وبَحرٌ بِلا ساحِل ، وفَضَاءٌ بِلا أُفُق ، لن
نَحتوي كُلَّ ما فيه ، والحقيقةُ الخَالِدةُ هِيَ : ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ الزخرف/67

مشكوووووووووورة لميس