يَقتربُ الليل من خلفِ نافذتي المغلقة
أتكئ على مقبضها البارد
أغيبُ في سكونهِ
يُوقظ شجونَ
تخَنقني العبرة
أبكي ..
في أحضانِ الليل أرتمي
يَتركني أخرجُ دموعي بإرتياح
أقفُ ساعات خَلفَ نافذتي
أحترقُ كشمعةٍ هزيلة ٍ
أسكبُ الدمع
لأمحو صور تتمحور في محجرِ العين
أتوسدُ أوجاعي وأفترشُ الأرق
وليلٌ أبكم
يَربتُ بكفوفهِ الحانيه على
يَلفني بوشاحهِ الأسود
أتوارى خلفَ ظلامهِ
يُراقبُ أنيني وَوجعي
وما أختمرَ في فؤادي
وروح بَلغت الحلقوم
أذرفُ الدمعَ ساخناً بصمت
أمضغُ حروفي بمرارة
أعلمُ جيداً ياليل إنكَ جِدارٌ أصم
مهما ناديت لن تسمعني
ألجأ اليكَ
مُرغمة أنا
مالي سواك
كلما أشتدّ عليّ الألم
لن أجد أوفى منك
سَتبقى يا ليل وفيّ
وصندوقي الأسود الأمين
كثيرا ما أبحثُ عن شيء يُهدهدني
ليطفئ جَمرة تتقدُ في جوفي
سَلواي ورقتي وقلمي
مالي أقلبُ أوراقي الباردة
بكفوفٍ تَرتعش
أعصرُ قَلمي عسى أن تَخرج منه قَطرة حبر
تُطفئ لهيبَ شُعلتي وإحتراقي
في غمرة ِحيرتي
يَنتفضُ قلمي يخرج من صمتهِ
يَضخُ مداده في جوفِ شرياني المنهك
يُرمم إنكساراتي
وكَأن للحزن قلبٌ يَنبض كُلما أشتدَ ظلام الليل
أتساءل !!؟
وماذا بَعد !! أي ذنبٍ أقترفت ؟!
لأعاقب بجرم التشرد والنفي
خَلف قُضبان سجن
مُفرغ من الهواء
إنها الحياة
الحقيقة الدامغة
وَهم وزنزانة وأبواب مُغلقة
نحاول تَزيين جدرانها بألوان البَهجة الزائفة
مُرهقة أنا
أشعرُ بِحاجتي
لتغيير كُل شيء
ثَقيلة هي أيامي
أسحبها بصعوبة
أرمي بها خلفَ ظهري وأجري
محاولة مني إكمال المشوار
رَغم العثرات
رَغم الأخطاء والإسقاطات
رَغم عَدم تقدير المسافات
لن ألتفتُ الى
راء
أخشى أن تَخونني قواي ! وأضعف
تأخذني
لنفس الأماكن
لنفس الذكريات
أتنفس زفيرها الخانق
أهرب معصوبة العين
أغلقُ ثغري بِشريطٍ لاصق
مَللتُ البوح والشكوى
عَبر أثير الصمت
أسترق السمع
لهسيسِ همس يَقترب
عَزف خافت على وترِ
جدان
تَرنيم رَهيف الحس
يَعلو تارة
يَتلاشى تارات
أعتقدتُ لوقتٍ قريب
أن الأماني البعيدة تَقترب
وأنني سَأودع أحزاني !!
لأول مَرة تَبتسم لي الحياة
تَعلقتُ بحبالِ واهية
صَحوتُ على وَقعِ أقدامٍ تَبتعد
سَلكت طريق مُغاير
تركت جرح عميق غائر
كَتبتكَ كثيراً لم أترك شيء
يا أمير الحكايات والذكريات
يا صانع الأسى والعلل المزمنة
عِندما هممتُ لحرقِ مكاتيبك
بعض الحروف هَربت قبل أن تمسّها النار
بعضها تفحمت لم يبقى لها أثر
بعضها أخذت شكل آخر
كلما إزداد الإشتعال تَتوهج أكثر
آه يازمن الحصار العقيم
جدرانك العالية تُكتفني ..
تَكادُ تُطبق على صدري
كُلما أقتربَ المساء
تَشتد ظُلمة السماء
بين كتل الغيوم
تمَرُ مواكب الراحلين
قَوافل تَتلوها قوافل
تلوح لي بِكفوف
داع
سَفرٌ طَويل
فراقٌ أبدي
أيا أقدام
داع
تَمهلي لنَطبع قُبلة على وَجناتِ البحر
لنلوح للنجوم بقرب اللقاء
ماعاد القلب يَشكو
ماعادت الروح تَتَسكع في طُرقاتِ الخيبة
تلكَ الزنبقة الثرية المعطاءة
تَناثرت وريقاتها في زوايا الفقد
جَفت أغصانها تَطايرت هَباء
يَقتربُ الليل على الإنتهاء
ثقلت الأجفان سهد وعناء
أمسحُ بَقايا دَمع ..
وأنين مُتقطع يَكاد يَفضح وقار الروح
لاح لي الفجر
شَق وجه السماء
تَبسمت عيون الشمس
ليوم ٍجَديد
لرقمٍ جَديد
هكذا تُطوى الأيام
في زنزانةِ العمر