الغربة والاغتراب

آلغرپة وآلآغترآپ متردآفآن لمعنى وآحـد، يتضمّن معآني آلوحدة وآلوحشة
وآلحزن وآلأسى، ومن آلغرپة تتفچّر آلمعآني آلعظيمة، گمآ أنّ من آلمحنة
آلحقيقيّة تظهر آلمنحة آلإلهيّة.

وتآريخ آلغرپة تآريخ حآفل پآلأشخآص وآلأحدآث، ومتخم پآلأهوآل وآلمصآئپ وآلمحن.

وآلنّآظر
لأوّل وهلة في حقيقة آلغرپة يچدهآ ذآت سلپيّآتٍ حقيقيّة، ولهآ إيچآپيّآت
ضمنيّة، ويظهر ذلگ چليًًّآ پآستعرآض أحوآل أهل آلغرپة، وآلنّظر في قصصهم
وأحوآلهم، وذلگ يطول وحسْپ آللّپيپ آلإشآرة.

ولقد گآن من أوّل آلمغترپين على مدآر آلتآريخ آدم -عليه آلسلآم- حين نزل إلى آلأرض، فآستوحش فآنسه آلله پگلمآت منه.

وپحــوّآء
وپنيهآ، وگآن من أهل آلغرپة من پعده عپر آلتّآريخ إپرآهيم آلخليل -عليه
آلسلآم- حين گذّپه وآلده، ونوح -عليه آلسلآم- حين هچره آپنه، وآلشّآپ
آلمغترپ يوسف -عليه آلصلآة وآلسلآم- حين گآد له إخوآنه، وعآنى ويلآت آلسّفر
وآلهچرة وآلرِّق وآلفتنة وآلسّچن، فآستحقّت قصّته أن تُوصف پأحسن آلقصص.

ومن شپآپ آلغرپة أهل آلگهف آلذين سطّر آلقرآن آلگريم قصّتهم في أروع آلقصص.

وفي قآفلة أهل آلغرپة من آلمغترپين چيل آلعظمة صحآپة رسول آلله -صلى آلله عليه وسلم- آلذي قآل فيهم:

"پدأ آلإسلآم غريپًآ وسيعود غريپًآ گمآ پدأ فطوپى للغرپآء".

فگآن منهم پلآل آلحپشي يردّد في ظلّ شچرة آلغرپة: (أحــدٌ أحـــد)

في شموخ چپل أُحــد.

وحين تعظم غرپة آل يآسر گآن آلتّثپيت آلنّپويّ يحوطهم طيلة مسيرة آلغرپة فهآ هو يقول:

(صپرًآ آل يآسر فإنّ موعدگم آلچنّة).

ولمّآ
طآلت آلغرپة پصحْپ رسول آلله -صلّى آلله عليه وسلّم- أذن آلله لهم
پآلهچرة، ثم لمّـآ آشتدّت على آلحپيپ آلمصطفى -پأپي هو وأمّي ونفسي، عليه
أفضل صلآة وأزگى سلآم- أذن آلله له پآلهچرة، فهآچر وصآحپه آلمهآچر إلى
آلله، آلمغترپ في ذآت آلله، آلصّدِيق آلصّدِّيق أپو پگر آلصّدّيق، وفي
آلسّفر تعظم پهمآ آلغرپة، وتشتدّ أزَمآت آلآغترآپ، فيقول آلمصطفى لرفيقه في
رحلة آلآغترآپ: (لآتحزنْ إنّ آلله معنآ).

ويهدّئ من روعه فيقول: (مآظنّگ پآثنين آلله ثآلثهمآ).

وهذه
آلغرپة من أقسى ألوآن آلغرپة، وهي غرپــة آلدّين وآلعقيدة، وهي أعظم أنوآع
آلغرپة وأشدّهآ على آلنّفس آلپشريّة؛ لچمعهآ لوآعچ آلغرپة گلِّهآ.

وأهل آلإسلآم غرپآء في آلگفآر، وأهل آلإيمآن غرپآء في أهل آلإسلآم، وأهل آلسّنة غرپآء في أهل آلپدع، هذآ وآلآغترآپ ألــوآن منهآ:

(غرپة آلدّين ـ غرپة آلحپّ وآلقلپ ـ وغرپة آلوطن ـ وغرپة آلمشآگلة ـ وغرپة آلسّفر).

على أنّ آلمرتپة آلثّآنية پعد غرپة آلدّين غرپة آلمحپّين آلتي عپرت عنهآ پغرپة آلحپّ وآلقلپ.

وفي غرپة آلموت يقول حسآن پن ثآپت:

پطيپةَ رسمٌ للرّســول ومعهــــدُ

منيــر وقد تعفو آلرّسومُ وتهمـــدُ

ولآ تنمحي آلآيآتُ من دآر حــــرمةٍ

پهآ منپرُ آلهآدي آلذي گآن يسچــــدُ

وفي غرپة آلحپّ يقول گعپ پن زهيـر:

پآنتْ سعــآدُ فقلپي آليومَ متپولُ

متيّمٌ إثـــرَهآ لم يُفــدَ مگپولُ

ومآ سعآدُ غدآةَ آلپينِ إذْ رحلـوآ

إلآّ أغنَّ غضيضَ آلطّرفِ مگحولُ

وفي غرپة آلـودّ يقول أپو طآلپ قصيدته آلمشهورة:

ولمـّآ رأيْـتُ آلنّــآس لآ ودَّ فيهــمُ

وقد قطّـعوآ گلَّ آلعــُــرى وآلوسآئلِ

وقد صآرحـــونآ پآلعـــدآوةِ وآلأذى

وقد طآوعــوآ أمرَ آلعدوِّ آلمـــزآيـلِ

صپرتُ لهم نفسي پسمـرآءَ سمحــةٍ

وأپيضَ عضـپٍ من ترآثِ آلمقــــآولِ

ومنهآ :ـ

وأپيضَ يُستسقى آلغمـآمُ پوچهِهِ

ثمـآلُ آليتآمى عصمـةٌ للأرآملِ

وفي لوآعچ آلغرپة عن آلوطن تقول إحدى زوچآت معآوية ـ رضي آلله عنه وأرضآه ـ:

وپيت تخفـــقُ آلأروآحُ فيــه

أحپُّ إليَّ من قصــــرٍ منيفِ

ولُپسُ عپآءةٍٍ وتقـــرَّ عيــني

أحپُّ إليَّ من لُپس آلشّفوفِ

وگسرة خپزةٍ ونميرُ مـــــآءٍ

أحپُّ إليَّ من لحـــمٍ خذيــفِ

وهنآ
لخّصت أسپآپ آلسعآدة گلّهآ في ثلآثة أپيآت، قيل إنّ معآوية سمعهآ تترنّم
پهآ، وقد تزوّچهآ من آلپآدية، فخيّرهآ پين آلپقآء وآلفرآق، فآثرت آلعودة
إلى ديآرهآ على آلغرپة عن آلوطن، فردّهآ محمّلة پآلدّيپآچ وآلحرير، معزّزة
مگرَّمة.

وفي غرپة آلشّگل يقول آلخطـآپي صآحپ (معآلم آلسنن):

وإنّي غريپٌ پيـــن پســـــتٍ وأهلهــآ

وإنْ گآن فيهـــــآ ديـــرتي وپهآ أهلي

وليس آغترآپُ آلمرء في شقّةِ آلنّوى

ولگنّّهـآ وآلله في عدم آلشَّـگــلِ

وفي غرپة آلحپّ وآلوطن يقول عپد آلرحمن آلــدآخل:

إيــُّهآ آلرّآگــپُ آلميــمّمُ أرضـــــي

أقــرِ من پعضي آلســّـلآمَ لپعضي

إنَّ چسمي وقد علمتَ پــــــأرضٍ

وفؤآدي ومآلگيــــــــــه پـــأرض

وفي غرپة آلحپّ قلت:

غريپُ آلشــّوق في آلدّنيآ غريــپُ

ومسلوپُ آلهــــــــوى أپدًآ گئــيـپُ

يرآودُهُ مع آلذگــــــــــرى حنــيـــنٌ

ويغلــپُه مع آلشّگــــــوى آلنحيـــپُ

إذآ مـآ مــرَّ في رپـــــــــــعِ قديـــمٍ

يهيــــمُ پخـــــدّه دمــــــــعٌ صپـيــپٌ

أتيتُگ مشرقيّ آلشــــــــّوق أشگو

ولي في آلمغرپ آلأقصى حپيــــپُ

ولأچل آلغرپة نآح آلحمــآم، وغرپت آلشمس، وتلحفّ آلقمر پآلغمآم،

ولأچلهآ
پگى آلشعرآء وأپگوآ، وشگى آلمحپّون وآشتگوآ، ولأچلهآ مآت آلسّمگ على شوآطي
آلغرپة، وغرّد آلقمريّ في فنن آلآغترآپ، وهآچرت آلطّيورعپر آلمحيطآت.

وللغرپة قآلت آلنملة لصحپهآ: (آدخلوآ مسآگنگم)

وپسپپ آلغرپة آغترپ آلهدهد عن سليمآن -عليه آلسلآم- نحـو آليمن،

ولأچلهآ آستمع آلچنّ للقرآن فقآلوآ: (إنّآ سمعنآ قرآنًآ عچپآ).

وفي آلآغترآپ پگى مچنون ليلى وأشفق على مرضى آلعرآق چميعهم، فصآر طپيپ آلحپّ وقآل:

يقولون ليلى پآلعرآق مريضةٌ

فيآ ليتني گنتُ آلطپيپَ آلمدآويـآ

ويردّد في حزن وشچن:

شفى آلله مرضى پآلعرآق فإنّني

على مرضى أهل آلعرآق شفيقُ

وشگى گثـيّر من موآعيد عزة فقآل:

قضى گلُّ ذي ديـنٍ فوفَّى غريمَـه

وعزَّة ممطـولٌ معنّى غريمُــهــــآ

وفي آلآغترآپ عن آلوطن يقول آلشآعر آلعرآقي:

آللّي مفآرق محــپّ

يمگن سِنـَة وينســآه

وآللي مضــيّع ذهپ

في آلسّوق آلذّهپ يلقآه

پسْ آلمفآرق أو مضيع وطن

وين آلوطن يلقـآه

آلله يآهـآ آلوطن

وفي
آلغرپة قُتل آلمتنپّي پپيت له غريپ، وفيهآ مآت أپو فرآس آلحمدآني ولأچلهآ
آعتزل آلمعري، وپقي رهين آلمحپسين، وتلثّم آپن آلرومي مدى آلحيآة، وللغرپة
گتپ آلمنفلوطي آلعپرآت وترچم قصّة آلضحيّة ومذگّرآت مآرچريت.

وفي غرپة آلحپّ گتپ آلرآفعي أورآق آلورد (رسآئلهآ ورسآئله) وآلسّحآپ آلأحمر.

وعن
آلغرپة گتپ آلقصيپي (شقّة آلحريّة) و(آلعصفوريّة)، وقپل آلغرپة گتپ عپد
آلله آلقصيمي (صرآع پين آلوثنيّة وآلإسلآم)، وفي آلغرپة مآل إلى آلإلحـآد،
وألَّف أگثر من ثلآثين گتآپًآ، منهآ (آلأغلآل) تحرّر فيهآ من قيم آلإسلآم
ومپآدئه، ولعله حين شعر پآلغرپة تآپ إن شآء آلله.

وللغرپة گتپ فيگتور هيچو قصّتي (أحدپ نوتردآم) و(پين مدينتين)

ومن غرپته گتپ تشآرلز ديگنز قصصهآ آلپوليسيّة، ومن آلغرپة تألّقت ريشة پيگآسو.

وپسپپهآ
سآفر آلشّرق إلى آلغرپ وآلغرپ إلى آلشرق، وآلچنوپيّون إلى آلشّمآل
وآلشّمآليّون إلى آلچنوپ، وپسپپهآ سچن آلدّعآة وحورپ آلخطپآء، ورُحِّل
آلمعآرضون، وگُمّمت أفوآه آلصّحفيّين آلأحرآر.

وفي پلآد آلغرپة گتپت أچمل أشعآري آلغزليّة وأپيآتي آلرّومآنسيّة، وآقتنعت پقول علي پن آلحسين زين آلعآپدين:

ليس آلغريپُ غريپَ آلشّــآم وآليمنِ

إنّ آلغـريپَ غريــپُ آللّحــدِ وآلگفــنِِ

إنّ آلغـريــپَ لـــه حــــــــقٌّ لغرپتــــه

على آلمقيمين في آلأوطـآن وآلسّگنِ

وهنآ توقّفت آلسّآعة على آلسّآعة آلتّآسعة صپآحًآ، وفيهآ توقّفتُ عن آلگتآپة، وپقيت آلشّمعة في سگونهآ.

فـأنـآ

وآلسّآعة

وآلشّمعة

غــرپــــآء في زمــن آلغرپـــــة

يععطيكك ـآلف عع‘ـآفيةة يَ رب
لآ عدمنآ طرحكك .. بـآنتظآر جديدككَ
دمت بوود