بعد كارثة جدة.. تبوك تغرق والمسؤولون "أبطال" ما بعد الكارثة! [color:5acf=#f00]عبدالله البرقاوي- سبق- الرياض: رغم
مرور أكثر من ثلاث سنوات، على كارثة سيول جدة التي راح ضحيتها 114 شهيداً،
إلا أن السنوات لم تكن كفيلة لمسح الذكريات المؤلمة والمآسي من ذاكرة الشعب
السعودي، ويأتي ذلك لتجدد صور الكارثة مع إعلانات تبث من يوم إلى آخر طوال
السنوات الماضية، تحيي تفاصيل جلسات محاكمة الفاسدين وخائني الأمانة،
والتي لم يبت فيها بشكل نهائي!، ولعدم أخذ العبرة مما حدث في مناطق أخرى،
تجددت هذا الأسبوع وعلى نفس المنوال، حادثة غرق منطقة تبوك.
72 ساعة فقط من الأمطار كانت كفيلة بإحداث أضرار جسيمة، وإثارة الهلع في
نفوس سكان تبوك، وتسجيل حالة وفاة ومئات المحتجزين وإجلاء منازل وجرف
سيارات وتوقف حركة السير وتعطل الدراسة.
[color:5acf=#00f]مليارات تصرف والنتيجة: ضعف البنية التحتية وانهيار طرق وعشوائيات
شاهد الجميع كيف كشفت سيول تبوك، ضعف البنية التحتية بالمنطقة، ضعف الطرق،
عبارات تصريف السيول، بناء عشوائيات في مجاري الأودية، مباني قطاعات
حكومية تضررت، شوارع رئيسة انهارت، أضرار هنا وهناك.
كارثة سيول جديدة تسجل في المملكة، رغم المليارات التي تصرف على مشاريع
درء أخطار السيول، ففي كل عام يسمع المواطن تقارير إعلامية عن ميزانيات
ضخمة تخصص لمشاريع درء أخطار السيول للأمانات والبلديات ومنها أمانة تبوك،
ولكن هطول الأمطار لأيام قليلة، بات يكشف مدى فشل هذه المشاريع وضرورة
التحقيق والمحاسبة الحازمة التي توقف مسلسل فساد المسؤولين وغرق المدن.
قبل عام أمانة تبوك تعلن اتخاذها جميع الإجراءات الاحترازية لمواجهة السيول!
بالعودة للسنوات الماضية يجد المتابع ملايين عديدة خصصت لمشاريع درء أخطار
السيول ومياه الأمطار في تبوك دون أن تأتي بنتيجة حيث خصص في عام 2009م
وهو تاريخ كارثة جدة، أكثر من 31 مليون ريال لهذه المشاريع، وفي عام 2010م
خصص لأمانة تبوك مشاريع لتصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول بـ70 مليون
ريال، والعام الماضي خصص للمشاريع 91 مليون ريال.
المتتبع لمشاريع درء أخطار السيول في تبوك، يفاجأ بأن الأمانة أعلنت في
شهر صفر من العام الماضي بأنها قامت باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لدرء
أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار.
وقال أمين تبوك في تصريح لوكالة الأنباء السعودية آنذاك "إن الأمانة عن
طريق المكاتب الاستشارية تقوم بعمل دراسة متكاملة لدراسة درء أخطار السيول
وتصريف مياه الأمطار بمنطقة تبوك, ومن ضمنها مدينة تبوك وتم الانتهاء من
إعداد الدراسة والتصاميم والشروط والمواصفات الفنية وتحديد مسارات الأودية
الرئيسة داخل المدينة وتصميم مناسيب الأودية الرئيسة وعروضها والقطاعات
اللازمة لكل واد والمواد المستخدمة, وإعداد الشروط والمواصفات وجداول
الكميات والتكلفة التقديرية لتنفيذ مشروع درء أخطار السيول, ودراسة
التقاطعات والجسور للطرق المارة عبر الأودية داخل المدينة وعددها 12 جسراً
".
ما حدث في تبوك.. المسلسل مستمر!
ما حدث في تبوك، أصبح متوقعاً حدوثه في مدينة أخرى، والمبررات عديدة، من
أبرزها، غياب المحاسبة الحازمة لمن تسببوا في مثل الكوارث، واستمرار تعثر
المشاريع وغياب الرقابة الفعلية عليها.
ما حدث في تبوك، بات يثير مخاوف سكان الكثير من مدن المملكة، فبدلاً من الفرح بهطول الأمطار، أصبح صوت المطر يثير المخاوف.
ما حدث في تبوك، يبرز الحاجة الماسة لتشكيل لجنة عاجلة وعليا، للتحقيق
وتقصي الحقائق في أسباب ما حدث وتحديد مسؤولية كل جهة حكومية أو أي شخص له
علاقة بها واستدعاء أي شخص أو مسؤول كائن من كان لطلب إفادته أو مساءلته.
]مواطنون: مسؤولونا أبطال ما بعد الكارثة!
من جهتهم يقول مواطنون في تعليقات على سيول تبوك، الميزانيات الضخمة التي
تعلن كل عام، تخصص للمشاريع، المشاريع تتولاها الجهات المعنية، وتضيع في
خضم السنوات، دون أن يشاهد المواطن لها أثراً، أكبر دليل على ضياع المشاريع
هي مشاريع درء أخطاء السيول التي لا تخلو ميزانية بلدية أمانة أو بلدية في
المملكة من بند كامل لها.
وأضافوا " الكوارث حدثت في مدن رئيسة، جدة وتبوك وهي التي تخصص لها ملايين
عديدة لهذه المشاريع، فماذا سيحدث للمدن الصغيرة لو هطلت عليها الأمطار
الغزيرة؟، نريد فقط من المسؤولين أن ينظروا لدول آسيوية فقيرة تهطل عليها
الأمطار يومياً، ويتم تصريف المياه بطريقة انسيابية دون إعاقة للحركة أو
أضرار وكوارث".
وأكملوا " المسؤولون لدينا، يتبجحون بتصريحات ما بعد الكارثة، ما يبرز فشل
المشاريع وانعدام التخطيط، بعد كل كارثة يتبجح المسؤولون، بتعداد من تم
انتشال جثثهم أو إنقاذهم من الموت، وحتى من تم ايواؤهم أو تعويضهم عن
ممتلكاتهم التي فقدوها من سوء التخطيط".