(1) تعريف القافية
إذا أردت أن تعرف قافية بيت ما ،فابدأ بآخره ، وأعرف آخر ساكن فيه ، ثم أعرف ساكن الذي قبله ، والمتحرك قبل هذا الساكن ، وبذلك تكون قد عرفت القافية .
لأن القافية عبارة عن آخر ساكنين في البيت ، وما بينهما ، والمتحرك الذي قبل أولهما .
وهاك طائفة من الأبيات نريك قافيتها:
(أ) أنت على مالك من مروءة رميت بالغدر أحب من وفي
الساكن الأخير : هو(ألف وفي ) ، والذي قبله هو (نون من) والمتحرك الذي قبل هذا الساكن هو الميم... إذا فقافية هذا البيت هي: (من وفي) وهي كلمتان .
(ب)لا تخد عوني قادراً وعاجزاً كفى غروراً ب
لايات كفى
الساكن الأخير : هو (ألف كفى ) . والذي قبله هو الألف التى قبل التاء في
لايات ، والمتحرك الذي قبل الساكن هو : ياء
(
لايات)... إذن فقافية البيت هي (يات كفى) وهي كلمة وبعض أخر .
(ج) قشعريرة الخوف اعترتني ولم تكن إذا ما اقشعرت تحتي الأرض تعتري
الساكن : (العين والياء في تعتري ) والمتحرك قبلهما ، هو (التاء) إذن فالقافية هي (تعتري) وهي كلمة .
(د) وما منزل الأبطال إلا رحى إذا هي دارت أوراق المعسكر
الساكن الأخير : هو الياء الناشئة من إشباع كسرة الراء الأخيرة , والساكن الذي قبلة : هو السين ، والمتحرك الذي قبلها ، هو العين، إذن فالقافية هي (عسكر) وهي بعض كلمة .
فقد ظهر لك أن القافية هي الحرفان الساكنان الأخيران ، وما بينهما ، والمتحرك الذي قبل الأول ، وأنها قد تكون مركبة من كلمتين أو من كلمة وبعض أخر وقد تكون كلمة واحدة أو بعض كلمة .
تدريب على القافية
عين القافية فيما يأتي ، وبين ما تركبت منه ( كلمتين ، أو كلمة ، وبعض كلمة ، أو كلمة ... ) .
(أ ) قال إيليال أبو ماضي :
حتى نظرت إليـها وهي تبتسم
في القفر مر عليها النور والنسم
فليس يقوى عليك الشيب والهرم
مازلت أحسب أن الحب زايلني
فاهتز
كما تهتز نابــتة
ياحبها لاتخف شيباً ولا هـرماً
(ب) وقال أيضاً :
وريــق ذاك أم ضرب
وخــد ذاك أم ذهب
وبعض الحـسن يكتسب
أهذا الحسن يجتــنب ؟
س إلا الظرف والأدب
وبين عقــودها نسب
ـد لكن أهلهـا عرب
رأيت الغصن يضطرب
فكاد الخصر ينجذب
نأت ويعود لي
صب
وعندي يـحس الطرب
وأضحك كلما غضبوا
أقــاح ذاك أم شنب*
ووجه ذاك أم قمــر
جمال غــي ر مكتسب
ثكلت الظرف عـاذلتي
عددت لها العيوب وليـ
فــــتاة بين مبسمها
لواحظها نمــتها الهنـ
مرنحة إذا خـــطرت
مشت ورنت روادفــها
يــسر العاذلــون إذا
ويصــطخبون إن قربت
فأبكى كلما ضحــكوا
لزوم ما لا يلزم للقافية :
أغنى الأنام تقى في ذرا جبل يرضى القليل ويأبى
شى والتاجا
وأفقر الناس في دنياهم ملك يضحى إلى اللجب الجرار محتاجا
وقد علمت المنايا غير تاركة ليثــا بخفان أو ظبيا بفرتــاجا
الحروف اللازمة هي : ( الجيم ) لأنها روى ، و( الألف ) بعدها لأنها وصل ، (الألف ) قبلها لأنها ردف .
والحركات اللازمة هي : ( فتحة الجيم ) لأنها مجرى ، و( الفتحة ) قبل الردف لأنها حذو ، وقد التزم أبو العلاء من الحروف زيادة على ما سبق: التاء السابقة لألف الردف ، ومن الحركات السكون السابق لهذه التاء .
فهذه التاء ، وهذا السكون من لزوم ما لا يلزم .
ونظير هذا قوله :
تسريح كفك برغوثا ظفرت به أبر من درهم تعطيه محـتاجا
كلاهما يتوقى والحـــياة له حبيبه ، ويروم العيش مهتاجا
وقال :
لعل أناسا في المحاريب خوفوا بآي ، كناس في المشارب أطربوا
إذا رام كيدا بالصلاة مقيمها فتاركها عمدا إلى الله أقــرب
واللازم من الحركات : ضمة الروي ( المجرى ) فحسب .
وقد التزم أبو العلاء من الحروف الراء قبل الروي .
والتزم من الحركات ثلاثا : فتحة ، فسكونا ، ففتحة قبل الروي .
وقال :
غدوت مريض العقل والدين فالقني لتسمع أنباء الأمور الصحائح
فلا تأكلن ما أخرج الـماء ظالـما ولا تبغ قوتا من غريض الذبائح
وأبيض أـــمات أرادت صريحة لأطفالها دون الغواني الصرائح
ولا تفجعن الـطـير وهي غوافل بما وضعت فالظلم شر القبائح
ودع ضرب النحل الذي بكرت له كواسب من أزهار نبت فوائح
فما أحـــرزته كي يكون لغيرها ولا جمعتـــه للندي والمنائح
مسحت يدي من كل هذا فليــتني أبهت لشأني قبل شيب المسائح
الحروف اللازمة : هي حاء الروي ، وياء
صل بعدها ، وألف التأسيس وقد التزم أبو العلاء زيادة عليها ، همزة الدخيل ، فإنها غير لازمة وإنما اللازم حركتها.
والحركات اللازمة : كسرة المجرى ، وكسرة الإشباع . وقد التزم أبو العلاء فتحة ما قبل التأسيس ، وهذه لا تحتسب له فإن ما قبل التأسيس لا بد أن يكون مفتوحا ، وفتحة قبلها ، وهذه من لزوم ما لا يلزم .
وبعد :
فإن في قيود القوافي الملتزمة عناء مرهقا يغنى الشاعر عن أن يتكئ على نفسه ، ويضيف إليها التزامات جديدة لا مبرر لها وبخاصة في العصر الذي قل فيه محصول الأدباء من اللغة ، ودفعهم الإفلاس – في أكثر الأحيان – إلى المناداة بتنوع القوافي .
اختراع العروض
ولقد أجمع المؤرخون على أن مخترع العروض ، هو الخليل بن أحمد الفراهيدي من قبيلة الأزد اليمنية ،وقد عاش ما بين سنتي 100 ، 170 هـ .
ويزعم الرواة أن الذي هيأ له ذلك ، مروره يوماً بسوق النحاسين وهو يدير بيتاً من الشعر في رأسه ، فتوتفق تتابع حركاته مع تتابع طرقات النحاسين على آنيتهم وسكناته مع توقف المطارق عن الآنية ، فالطرق حركة والتوقف سكون وهكذا .
فأدرك أن موسيقا البيت ، إنما جاءت من حركات وسكنات منتظمة ، وأجرى ذلك في بقية الأنواع حتى استوى له هذا العلم كاملاً .
حدات الصوتية
ولما رأى العروضيون أن لابد للوحدة الصوتية ، في أبسط صورها من حركة وسكون ، عادوا ، فنظروا في الكلمات باعتبار الحركات ،وما معها من سكون ثم قسموا
حدات أقساماً .
ما تركب من حركة وسكون ،وهو أقل
حدات ، مثل : لم ، قد، كم ، ويسمى سبباً خفيفاً .
ما تركب من حركتين وسكون ،مثل ك عَلَمْ : قَلَمْ ، ضَرَبْ ، هَرَبْ ، يسمى وتداً مجموعاً .
ما تركب من ثلاثة حركات وسكون ،مثل ،سَعدَا ،قلمي فهمُوا يسمى فاصلة صغرى .
ما تركب من أربع حركات وسكون ،مثل : خلقكمْ ،خلقناْ ، علمكمْ ، علمناْ، يسمى فاصلة كبرى .
التفعـيلات
ومن هذه
حدات الصوتية ، أخذوا ما سموه التفعيلات ،وهي أجزاء الأبيات أو
حدات المكررة التي ينتظمها البيت
احد ،وهي ثمان :
1 ، 2 ما تركب من وتد مجموع فسبب خفيف ( / /5 /5 ) .
ويعبر عنها بلفظ ( فعولن ) . وعكسها ، أي ما تركب من سبب خفيف فوتد مجموع ( / /5 /5 ) ويعبر عنها بلفظ ( فاعلن ) .
3 ، 4 – ما تركب من وتد مجموع فسببين خفيفين ( / /5 /5 /5 ) ويعبر عنها بلفظ ( مفاعيلن ) ،وعكسها المركب من سببين فوتد (( / /5 / / /5 ) ويعبر عنها بلفظ ( مستفعلن ) .
5 ، 6 – ما تركب من وتد مجموع وفاصلة صغرى ( / /5 / / /5 ) ، ويعبر عنها بلفظ ( مفاعلتن )، وعكسها ما تركب من فاصلة صغرى ، فوتد مجموع (/ //5//5 ) ويعبر عنه بلفظ ( متفاعلن ) .
7 ، 8 – ما تركب من سببين خفيفين بينهما وتد مجموع ( /5 / /5 /5 ) ويعبر عنها بلفظ ( فاعلاتن ) ،وما تركب من سببين خفيفين بعدهما وتد مفروق ( /5//5 /5 ) ويعبر عنها بلفظ ( فاعلاتن ) ، وما تركب من سببين خفيفين بعدهما وتد مفروق ( /5 /5 /5 /) ويعبر عنها بلفظ (مفعولات ) .
الخط العروضي
ولما كان
زن معتمداً على النغم ،وكان النغم أتياً من اللفظ اعتبر العلماء من الكلمات ما ينطق دون ما يكتب فلا عبرة بواوي ( أولئك ) و ( عمرو ) ولا عبرة كذلك بهمزة
صل ولا باللام الشمسية ،ولا بالألف بعد واو الجماعة، ولا بواو الجماعة المحذوفة نطقاً في نحو (سمعوا اللغو ) .
وتعتبر الألف المنطوقة بعد الهاء في (هذا ، هذان ن هؤلاء ) وبعد الذال في ذاك وبعد الراء والميم في ( إبراهيم ، والرحمن ) ، كما تعتبر
او التي بعد
او في (داود)
وعلى الجملة ، فكل ما ينطق يعتبر ،وكل ما لا ينطق لا اعتبار له حتى إن التنوين يجب أن يعد حرفاً ساكناً في الأخر .
وتسهيلاً على الدارسين ،حتى لا يتورطوا في عدما لا يعد ، أو في إهمال ما هو معتبر ،جعلوا خطا خاصاً بالعروض ، يدور مع النطق إثباتاً وإهمالاً فإذا أردنا كتابة
قول الشاعر . :
والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
وقال الآخر:
وضيف عمرو وعمرو يسهران معا عمرو لبطنته والضيف للجوع
يكتب هكذا :
وضيف عمرن وعمرن يسهران معن عمرن لبطنتي وضضيف للجوعي
وقول الحطيئة :
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا إلينا وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
يكتب هكذا :
ألائك قومن إن بنو أحسن لبناً وإن عاهدوا أوفو وإن عقدو شددو
وقس على ذلك ، فلن يعجزك .
البحور وطريقتنا في إيرادها
وقد حصر العلماء الطرق التي تأتي عليها شعر العرب في ستة عشر طريقاً ،سموا كل طريق منها بحراً وكثيراً ما يتفرع البحر
احد إلى جداول .
وقد نظرنا في هذه البحور: فوجدناها من حيث اتفاق تفعيلاتها واختلافها أنواعاً ثلاثة .
ما تتكرر فيه تفعيلة واحدة ،وعدتها سبعة أبحر .
ما يتركب من تفعيلتين مكررتين ، وهما بحران .
ما يتركب من تفعيلتين ، تتكرر الأخرى ، وذلك أنواع :
أن تكون غير المكررة وسطاً تكتنفها التفعيلة المكررة،وذلك أربعة أبحر .
أن تكون غير المكررة أخراً في كل شطر ، وذلك بحر واحد .
أن تكون غير المكررة أولاً في كل شطر ، وذلك بحران .
كيفية تقطيع الشعر
إذا جاءك بيت من الشعر ،وأنت في أول عهدك بالتقطيع ، فاعمد إليه ،وسجل حركاته وسكناته وارمز للسكون بالعلامة ( ْ ) ،وللحركة أياً كانت فتحة أو كسرة أو ضمة بالعلامة ( َ ) ثم انظر في هذه الحركات والسكنات ،وكون منها مجموعات متماثلة ،وقابلها بوزنها الذي يدل عليها وبذا تكون قد قطعت البيت ولنضرب لذلك مثلاً قول الشاعر .
عرف الحبيب مكانه فتدللا وقنعت منه بموعد فتعللا
فإننا نستطيع تسجيل حركاته وسكناته هكذا :
/ / /5/ /5/ / /5/ /5/ / /5/ /5
/ / /5/ /5/ / /5/ /5/ / /5/ /5
فأنت بسهولة تستطيع أن تجعل المجموعة
احدة ، عبارة عن ثلاث حركات فسكون ،بعدها حركتان يليهما سكون ،هكذا : (/ / /5/ /5 )وتعبر عنها ب
زن ( متفاعلن ) ، فإذا طبقت ذلك على البيت كان تقطيعه هكذا : عرف الحبيب ( متفاعلن ) ـب مكانه ( متفاعلن ) فتدللا ( متفاعلن ) وقنعت منـ ( متفاعلن ) ـه بموعد ( متفاعلن ) فتعللا ( متفاعلن ) .
وسترى أن لكل بحر تفاعيل خاصة به .
ولا يروعنك بعض الاختلاف بين المجموعات ، فربما كان فيها شيء من زيادة أو نقص ، مثال ذلك :
أحدثه إذا غفل الرقيب وأسأله الجواب فلا يجيب
وهو يسجل هكذا :
/ /5/ / /5/ /5/ / /5/ /5/5 / /5/ / /5/ /5/ / /5/ /5/5
فترى أن المجموعة مكونة من متحركين بعدهما ساكن ،فثلاثة متحركات بعدها ساكن (/ /5/ / /5 ) ويعبر عنها بلفظ (مفاعلتن ) ، ويجري ذلك في مجموعتي كل شطر ، فأما الثالثة من الشطر الأول ومن الشطر الثاني فإنها تكون ( / / 5/5) أي متحركين فساكنا ثم متحركاً فساكناً، ويعبر عنها بلفظ (فعولن)
وإذا ما ظفرت بتقطيع بيت فكرر هذا التقطيع ،ونغمه بتوقيعات منتظمة ، بوساطة خبط اليد على الركبة أو خفق الأرض بالقدم ، لأن ذلك يطبع في ذهنك النغم الخاص بالبيت وبالبحر كله ، ويسهل عليك التقطيع إلى اللجوء لإثبات الحركات والسكنات وتفصيلها إلى مجموعات .
وكثيراً ما يغنى عن هذا كله أن تكون لك أذن موسيقية ، فإنها تدرك وتميز ، ويسهل وجودها التقطيع غاية التسهيل .
في البحرين ذوي التفعيلتين المكررتين
ومفتاحه هو: طويل له دون البحور فضائلٌ...فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
أبيات هذا البحر تقوم على تفعيلتين، تتكرران أربع مرات، في كل شطر مرتين، أولاهما:يعبر عنها بوزن (مفاعلين)،وهاك أنواعه:
(أ)قال أبو الطيب :
وفتانة العينين،قتالة الهــــوى إذا نفحت شيــخا روائحها شبا
فيا شوق ما أبقى،ويالي من النوى ويا دمع ما أجرى ويا قلب ما أصبى
وفتا(فعولن)نة العينيـ(مفاعلين) ـن قتا (فعولن) لة الهوى(مفاعلن)
وهي العروض حذف منها الخامس الساكن ويدعى قبضا،فهى مقبوضة.
إذا نـ (فعول) ـفحت شيخا (مفاعلين) روا (فعول) ئحها شبا (مفاعلين) وهو الضرب، صحيح لا تغير فيه.
وعلى هذا
زن جاء قول البارودى:
وهو البين حتى لاسلام ولا رد ولا نظرة يقضى بها حقه
جد
لقد تعب(
ابور) بالبين بينهم فساروا ولازموا جمالا ولا شدوا
سرى بهم سير الغمام كأنـما له فى تنائى كل ذى خلة قصـد
فلا عين الا وهى عين من البكا ولاخد الا للـــدموع به خد
(ب) وقال بشار:
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأى الناس تصفو مشاربه
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كـلها كفى المرء نبلا أن تعــد معايبه
إذا أنـ(فعولن) ـت لم تشرب ( مفاعيلن) مرارا ( فعولن ) علي القذي مفاعلن وهي العروض مقبوضه كسابقتها .
ظمئت ( فعول) وأي النا ( مفاعلين) س تصفو ( فعولن) مشاربه ( مفاعلن) وهو الضرب مقبوض أيضا
على هذا النحو جاء قول شوقي على لسان أنطونيو بعد هزيمته
أماناً أله الحرب ماأنت صانـــع بهذا الحطام المستـباح المبـعثر
لقد ذل من بعد امتنـــاع كأنه بقيه نصل أو رفات غضـنفر
صدعت أكاليلي وحطمت صارمي وجردتني من أرجوانـي المظفر
ولم تألني هدما وكنت بنــــيتي بناء الصناع القــادر المتجبر
ملآت سبيلي بالهوي وصروفــه ومن يمش في أرض الهوي يتعثر
تنكرت حتي اخترت لى معول الهوى فليتك لم تغضـب ولـم تتخير
(ج) وقال أخـــر:
أرى الناس أعدائي اذا ازور جانبي ودكت جبال الحادثات جبالى
فليس أبى في الحادثات أبى كمـا عهدت ولاخالى هنالك خالي
أري النا ( فعولن) س أعدائي ( مفاعيلن) أذا ازور ( فعولن) ر جانبى ( مفاعلن) وهى العروض ،
مقبوضه عهدت، ودكت ( فعولن) جبال الحا ( مفاعيلن) دثاث ( فعول) جبالى ( مفاعى) وهو الضرب، اصله( مفاعيلن) ، حذف السبب الاخير فصار ( مفاعى) وحذف السبب عندهم يسمى حذفا، فالضرب محذوف.
وقــد جاء على هذا الاصل قول شوقى:
يمد الدجى في لوعتي ويزيــد ويبديء بثي في الهوي ويعيد
إذا طال واستعصى فما هى ليله ولكن ليــال مالهن عديد
أرقت وعادتن ي لـذكرى أحبتي شجون قيام بالضلوع قعود
ومن يحمل الأشواق يتعب ويختلف عليه قديم في الهوى وجديد
لقيت الذي لم يلق قلب من الهوي لك الله يا
أانت حديد؟
ولم أخل من وجد عليك ورقه إذا حل عيد أو ترحل عيد
وروض كما شاء المحبون ظله لهم ولأسرار الــغرام مديد
تظلـلن والطير في جنــباته غصون قيام للنسيم سجود
تميل الى مضنى الغـرام وتارة يعارضها مضنى الصبا فتحيد
النتيجـــة:
أن عروض الطويل دائما مقبوضه. أما ضربه فيدور بين الصحه ، والقبض ، والحذف.
أمثلـــه للتدريــب
قال البارودي
سواى بتحنان الاغاريد يطرب وغيري بالذات يلهو ويلـعب
ومأنا ممن تأسـر الخمر لبـه ويملك سمعيه الـيراع المثقب
ولكن اخوهم اذا ما ترجحت به سوره نحو العلا راح يدأب
نفى النوم عن عينيه نفس أبيه لها بين أطراف الأسنة مطلب
بعيد مناط الهم فالغرب مشرق إذا مارمى عينيه والشرق مغرب
وقال امرؤ القيس:
ألا زعمت بسباســة اليوم أننى كبرت وألا يحسن السـر أمثالى
كذبت لقد أصبى على المرء عرسه وأمنع عرسى أن يرنَّ بها الخالى
ويارب يوم قد لـــهوت وليلة بآنسه كانها خــــط تمثال
يضيىء الفراش وجهـها لضجيعها كمصباح زيت في قناديل ذبال
كأن على لباتها جـــمر مصطل أصاب غضى جزلا وكف بأجزال
نظرت إليها والنجـــوم كأنها مصابيـــح رهبان تشب لقفال
سموت إليها بعــدما نـام أهلها سمو حباب الـماء حالا على حال
فقالت سباك الله أنك فــاضحي ألست تري السمار والناس أحوالي
فقلت يمــين الله أبرح قاعــدا ولو قطعو رأسي لـديك وأوصالي
حـلفت لهـا بالله حلــفه فاجر لناموا فما إن من حديث ولا صال
ولمــا تنازعن الحديث وأسهلت هصرت بغصن ذي شماريخ ميـال
وصرنا إلى الحسنى ورق كلامـنا ورضت فذلَّـت صعبه أي إذلال
وقال يزيد بن الطرية :
عقيليه أما مـلاث إزارهــا فدعص وأما خصرها فبتيـل
تقيظ أكناف الحمى ويظـلها بنعمان من وادي الأراك مقيل
فيا خله النفس التي ليس دونها لنا من أخلاء الصـفاء خليل
ويامن كتمن حبه لم يطـع به عدو ولم يامن عليه دخــيل
فديتك أعدائي كثير، وشقتي بعيد وأشياعي لـديك قليـل
وكنت إذا ماجئت جئت بعلة فأفينيت عللاتي فكيف أقـول
تطبيقـــات
(1)
وإن لساني شهدة يشتفى بها وهوَّ على من صبه الله علقم
ماذا على الشاعر لو قال : ( وهو) ؟ وهل يستقيم
زن له؟
(2)
قال امرؤ القيس:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة فقالت: لك
يلات إنك مرجلي
فقال النحاة: إنه صرف ( عنيزة) للضروره. فما الضرورة التي أدت إلى ذلك الصرف؟ ومايترتب على عدم الصرف من المخالفه؟
(3)
قطع الأبيات التاليه وبين عروضها وضربها ومادخلهما من تغيير:
(ا) أذا قيل هذا منهل قلت قــد أري ولـكن نفس الحر تحتـمل الظما
(ب) أذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتـــــديه جميل
(ج) ولـــلدهر حكم لايرد قضاؤه فمن ذا الذي إن شاء رد له حكما
(4)
أجاره بيتينا أبوك غيور وميسور مايرجى لديك عسير
بين العروض، وسر مجيئها غير مقبوضه على خلاف ما عهد في عروض الطويل.
(5) كون من الكلمات الاتيه بيتا من بحر الطويل، ثم بين صرفه مع العلم بأن اوله ( حننت) وأخره(معآ) من . حننت. ريآ. وشعبا كما. ونفسك. معا مكانك. باعدت ريأ إلي.
ارجو التثبيت